الراحل حميد بين مرارة الماضي ونبوءات المستقبل

توفيق الطيب البشير

بسم الله الرحمن الرحيم
كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام صدق الله العظيم …
سأتجاوز تقاليد المقدمة.. فالموقف ليس تقليدياً .. وسأبكي صامتاً ولكم أن تستمعوا إلى بغير آذان .. جاء حميد إلى هذه الدنيا لطيفاً مثلما يأتي الغمام، ورحل عنها خفيفاً مثلما يرحل الظل .. عاش بين الناس عفيفاً كريماً لا يحمل هماً يفصله عن هموم الناس، ولا يطلب عزاً يستأثر به دون سائر الناس .. أحب وطنه كما أحب المجنون ليلى، وعشق ترابه كما عشق كثير عزةَ عزة .. وقد ألمح الصديق الدكتور عبدالرحيم عبدالحليم إلى أنه ولد في سنة الاستقلال ومات في عام الانفصال، وكأنه أراد أن يقول ولد بفرحة الحكيم ومات بغضبة الحليم . كان موته فاجعة لكل أهل السودان بل كان خبر وفاته كالصيحة .. ورغم أن السودان قد افتقد قبله كثيراً من العظماء والمبدعين ، وتلقى كثيراً من الصدمات واللكمات، إلا أن موته كان فاجعةً وكان خبرُ وفاته كالصيحة. ولقد جمعتني بالراحل حميد صحبةُ عجيبة اقتربت فيها من هذا الرجل الخاص، ورأيت كيف أنه كان يحمل فوق كتفيه هموم المهمومين ودين المدينين وعثرات الفقراء المتعبين وآمال الغبش الهائمين والغلابة المنهكين .. حتى إنه حرم على نفسه أن يعيش بعيداً عنهم فكان سكنه كسكنهم وعيشه كعيشهم . لمـّا أفوتك من دون خاطر أو دون خاطر منى تفوتى بلقى حبايب فى كل حِتـّة وكل بيوت الفُقرا .. بيوتى كان حميد شاعراً عبقرياً، ولكنه لم يكن كسائر الشعراء ولا كان شعره كسائر الشعر، فهو ما كان يقول الشعر ليمتّع ويستمتع، ولكنه كان يزن الهم ويقفيه، ويبني جرح الوطن أبياتاً ويصرعها، ليخرج للناس أغنية يمنيهم بها ويبشرهم بقرب بلوغ الهدف. لقد كان حميد حقاً صاحب مدرسة شعرية متفردة استطاع أن يؤسس بنيانها على قواعد الحكمة والعبقرية الفذة ، وأن يجمل حيطانها بحب الوطن .. والدفاع عن الغلابة والمعدمين من الفقراء والمساكين .. فهو لا يكتب الشعر من أجل النظم ولا يهمه نتاج القصيد .. وإنما هو ينادي بقيم العدل والمساواة وينهى عن الظلم والفساد فيخرج كل ذلك للناس كلاماً موزوناً كأجمل ما يكون الوزن ومقفى كأحسن ما تكون التقفية … وهنا يكمن الفرق بينه وبين معظم الشعراء .. فالشاعر يتجه لإبراز قدراته الأدبية والفكرية الإبداعية من خلال ما يطرح من قضايا، ولكن حميد كان يتجه لإبراز قضيته من خلال قدراته الأدبية والفكرية الإبداعية. وحميد لا يدفع بأفكاره إلى الكلمات فقط بل يضيف عليها نسيجاً حياً من انفعالاته فيعلو بها قمم الجبال .. وإذا كانت قصائده المكتوبة تحرك النفس الخامدة وتلامس الوجدان المغبون، فإن أداءه الشعري يقتل اليأس في النفس ويعمق الإحساس بالحياة . بدأ حميد شعره بالمباشرة والتصريح، ثم عمد زماناً طويلاً إلى الرمز والتلميح، ثم اتجه بعد ذلك إلى المعاني المزدوجة فكان ما يقوله، وإن كشفت مفرداتُه المعنى، فإن المتلقي يفسره حسب ما يشتهي بتفسير يقترب به من هدفه هو ولا يبعده من أصل المقصود، وبذلك استطاع حميد أن يشحذ جموعاً كثيراً من المتلقين المختلفي الثقافة والتوجه حول النص الذي بات يحمله كل ضروب الحكمة وفنون التلوين وزخرفة الجمال. كنت حين استمع إلى حميد أو أجالسه أقارن بينه وبين أبي الطيب المتنبي .. كان ذلك في أول الأمر بسبب عجبي بهما معاً، ثم سيطر ذلك على تفكيري فبدأت ألتمس أسباب ذلك فوجدت شبهاً شديداً في جوانب عديدة.. رأيت أن كلا منهما قوي الحجة شديد الفصاحة متقد الشاعرية عظيم الحكمة بالغ التصوير رفيع الانتقاء، ثم رأيت أن هناك أموراً أخرى أشد عجباً وغرابة جمعت بين الشاعرين وشابهت بينهما، وأموراً تليها أشد عجباً وغرابة فرقت بينهما فإذا هما شديدي الاختلاف .. رغم اختلاف العصر والبيئة وتفاوت المنهج واللسان وتباين التكوين.. كان لكل منهما قضيةٌ ضخمة تشغل الفكر والفؤاد، ولكن كانت قضية أبي الطيب قضية شخصية ينظر من خلالها إلى السماء وكانت قضية حميد قضية عامة ينظر من خلالها إلى الأرض.. وكان أبو الطيب يبحث عن الملك، وكان حميد يبحث عن العدل الذي هو أساس الملك … وكان كلاهما أبياً عزيزاً ولكن العزة التي قتلتهما كان مصدرها مختلفاً .. أنظر إلى أبي الطيب يخاطب أمه قائلاً ولو لم تكوني بنت أكرم والد لكان أباك الضخم كونك لي أماَ ثم أنظر إلى حميد كيف يخاطب أمه ! زينوبا كلما افتح كتاب ألقاكي في أول سطر القى الحبايب والصحاب القى الجناين والتمر فالمتبني جعلته العزة معتداً بنفسه وأما حميد فقد جعلته العزة معتداً بقومه … فهذا يقول عن نفسه: لا بقَوْمي شَرُفْتُ بل شَرُفُوا بي وَبنَفْسِي فَخَرْتُ لا بجُدودِي وحميد يقول عن قومه : غلابه وأمان مو الطيابة ضكارى بصارى وكرام حبابه الحبان في بابه وتدخلوا عليّ الحرام فقارى ولكن غنايا غنايا بهذا الغمام بهذا النيل كم تغايا وتيرابا النرميهو قام ويقول وطنى ولا ملى بطنى سكاتى ولا الكلام النّى قليلتى ولا كُتُرْ سمّى بليلتى ولا ضبايح طى فالمتنبي معتد بنفسه فوق قومه، وحميد معتد بقومه فوق نفسه.. وأكثر الذي يجمع بينهما في إطار هذا الشبه هو نبوءاتهما .. فأبو الطيب الذي لقب بالمتنبئ بسبب قوله : ما مُقامي بأرض نخلة إلا كمقام المسيح بين اليهود وقوله أنا في امة تداركها الله غريب كصالح في ثمود قال عنه بعض الشراح إنه سمي بالمتنبيء لأنه تنبأ بنبوءتين تحققتا على زمانه .. وأما حميد فقد كان له في هذا الباب أمر عجيب .. فقد تنبأ بخمس نبوءات، تحققت على زمانه ثلاثٌ منها، ومات عند وقوع الرابعة، وترك لنا واحدةً الله وحده يعلم متى تتحقق ولكننا نتوق شوقاً إليها ونتوقع حدوثها كل حين!

ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻨﺒﻮﺀﺗﻪ ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﻃﺮﻳﻖ ﺷﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ .. ﻭﺣﻴﻨﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻣﻦ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺸﻘﺔ ﻭﺍﻟﺘﻴﻪ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﺎ ﻻﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺸﺮﻳﺎﻥ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺿﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﺾ ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻝ :

ﻳﺎ ﻣﻄﺮ ﻋﺰ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ

ﻳﺎ ﻣﺼﺎﺑﻴﺢ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ

ﻳﺎﻟﻤﺮﺍﻛﺒﻴﻲ ﺍﻟﺒﺘﺠﺒﺪ ﻣﻦ ﻓﻚ ﺍﻟﻤﻮﺝ ﺍﻟﻐﺮﻳﻖ

ﺟﻴﻨﺎ ﻟﻴﻚ ﻭﺍﻟﺸﻮﻕ ﺩﻓﺮﻧﺎ ﻳﺎ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻲ ﺍﻟﻨﺘﺤﻮﻳﺒﺎ

ﻟﻤﺎ ﻳﻨﺸﻌﻮﺕ ﺑﺤﺮﻧﺎ

ﻳﺎ ﺟﺰﺭﻧﺎ ﻭﻗﻴﻒ ﻋﻤﺮﻧﺎ

ﻳﺎ ﻧﺸﻮﻕ ﺭﻭﺣﻨﺎ ﻭﺩﻣﺮﻧﺎ

ﻳﺎ ﺍﻟﻤﺤﻄﺎﺕ ﺍﻟﺤﻨﻴﻨﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮﺕ ﻣﺸﻮﺍﺭ ﺳﻔﺮﻧﺎ

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺪ ﻣﺮﻭﻱ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺼﻞ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻮﻥ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺬﺭﻉ ﺑﺎﻷﻣﻞ .. ﻛﺎﻥ ﺣﻤﻴﺪ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﺨﺰﺍﻥ ﺍﻟﺤﺎﻣﺪﺍﺏ …

ﻳﻼﻗﻮﻙ ﺷﻔّﻊ ﺍﻟﻜﺘـّﺎﺏ

ﻧﻀﺎﻑ ﻭﻇﺮﺍﻑ ﺑﻼ ﺍﻟﻨﺴﻤﻰ

ﻳﻐﻨﻮﻟﻚ ﻏﻨﺎﻭﻯ ﺍﻟﺴـﺎﺏ

ﻭﻓﻰ ﺑﻴﻮﺿﺔ ﻣﺎﻓﻰ ﺳﺮﺍﺏ

ﺟﺒﺎﻝ ﻛﺠﺒﻲ ﻭﻓﻴﺎﻓﻰ ﺍﻟﻜﺎﺏ

ﺗﻤﻴﺪ ﺑﻰ ﺍﻟﺨﻀﺮﺓ … ﻣﻨﻘﺴﻤﻰ

ﻓﻴﺎﻓﻰ ﺍﻟﺼّﻰ ﻭﺑﻴﻮﺿﺔ ..

ﺍﻟﺒﺮﺍﺳﻴﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻔﺮﻭﺿﺔ

ﺧﺪﺍﺭﺍ ﻳﺮﺍﺭﻯ ﺷﻮﻑ ﻋﻴﻨﻰ

ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ .. ﻃﻮﺍﺭﻳﻬﺎ ﻭﺣﻮﺍﺭﻳﻬﺎ

ﺑﻘﺖ ﺭﻭﺿﺔ

ﺑﻘﺖ ﺗﺸﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻣﺪﺍﺏ ..

ﺗﺸﻮﻓﻰ ﺭﻫﺎﺏ … ﺑُﻌُﺪ ﻧﺠﻤﻰ ..

ﺑﺸﻮﻓﻮ ﻗﺮﻳﺐ ﻗُﺮُﺏ ﻧﻀﻤﻰ

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻬﻲ ﺍﻧﻔﺼﺎﻝ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻋﻦ ﺳﻮﺩﺍﻧﻨﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ، ﻭﻗﺪ ﺗﻨﺒﺄ ﺑﺎﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻫﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩﻳﻦ ﻭﺭﺃﺳﻬﻢ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺟﻮﻥ ﻗﺮﻧﻖ .. ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻭﻋﻦ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺿﻢ ﻭﺩﺍﻱ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻭﻛﺎﻥ ﺣﻤﻴﺪ ﻳﻠﻤﺢ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ..

ﻳﺎ ﺑﺖ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻨﻮﺑﻴﺔ

ﻳﺎ ﺑﺖ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ

ﺩﺳﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﺭﻍ .. ﻣﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﺘﻌﺔ ﺍﻟﻮﻗﺘﻴﺔ

ﻣﻦ ﺷﺮ ﺍﻟﺴﺎﺣﻖ ﻭﺍﻟﻤﺎﺣﻖ .. ﺑﻴﻦ ﺩﺑﺶ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻤﺪﻋﻴﺔ

ﻭﺍﻟﻠﻴﻞ ﻳﺘﺤﻜﺮ ﺑﻴﻨﺎﺗﺎ

ﻛﺤّﻞ ﺑﻲ ﺩﺑﺸﻮ ﻋﻮﻳﻨﺎﺗﺎ

ﻳﺎ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻤﺴﺒﻴﺔ

ﺭﻭﺣﺖ ﺍﺗﻨﺴﻢ ﺃﺧﺒﺎﺭﻙ .. ﻻ ﺗﺸﻔﻖ ﻗﺎﻟﻮ ﻟﻲ ﻧﺼﻴﺤﻲ

ﻭﺃﻧﺎ ﻋﺎﺭﻓﻚ ﻣﻤﻜﻮﻧﺔ ﻭﺻﺎﺑﺮﺓ .. ﻟﻜﻦ ﻟﻲ ﻧﺎﺱ ﺇﻻ ﺗﺼﻴﺤﻲ

ﺟﻮﺍﻱ ﻣﺄﺳﺎﺗﻚ ﻣﻐﺮﻭﺳﺔ ..

ﻳﺎ ﻃﻔﻠﺔ ﺗﻔﺘﺶ ﻓﻲ ﺑﺎﻛﺮ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﺎﺕ ﻧﺨﻠﺔ ﻭﺃﺑﻨﻮﺳﺔ

ﺍﻟﺠﻮﻉ ﺍﻟﻌﻄﺶ ﺍﻟﻔﺪ ﻭﺍﺣﺪ .. ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻟﻀﺎﺭﺏ ﺯﻱ ﺳﻮﺳﺔ

ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻨﺤﻮﺳﺔ

ﻳﺎ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ .. ﻻﻙ ﻧﺎﺷﻒ .. ﻻ ﻗﻠﻤﻲ ﺍﻟﻔﻲ ﺇﻳﺪﻱ ﻋﺼﺎ ﻣﻮﺳﻰ

ﻭﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﺴﺎﺀﻝ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺑﺖ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺑﺖ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺰﻧﺠﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ؟ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﻭﺻﻔﻴﻦ ﻟﻠﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺭﻣﺰ ﻟﻠﺸﻤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﺨﻠﺔ ﻭﻟﻠﺠﻨﻮﺏ ﺑﺎﻻﺑﻨﻮﺳﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺳﺤﻨﺔ ﺍﻗﺮﺏ ﺍﻟﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻨﺼﻔﻴﻦ، ﻭﻟﺮﺑﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ! ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﻨﻮﺏ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ ﻛﺄﺣﺪ ﺃﻫﻢ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ! ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﻫﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺣﺪﻭﺩﻳﺔ ﻃﻮﻟﻴﺔ ﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﻓﺎﺳﺘﺨﺪﻡ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻣﻮﺣﻴﺔ ﻷﻣﺮﻳﻦ ﻋﻨﻴﻔﻴﻦ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻳﺘﺒﻊ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﺃﻭ ﻳﻨﺘﺠﻪ ! ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺭﺑﻂ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﺑﺎﻟﺠﻮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻄﺶ ﺍﻟﻔﺪ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻟﻀﺎﺭﺏ ﺯﻱ ﺳﻮﺳﺔ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻨﺤﻮﺳﺔ؟ ﻷﻧﻪ ﺇﺫﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﻨﺒﺄ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﻪ ﺗﻮﺍﺑﻌﻪ ! ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺷﺎﻫﺪﻭﺍ ﻫﺬﺍ ﻳﺤﺪﺙ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ .

ﺛﻢ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺷﺒﻪ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﺑﻘﺼﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ؟ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﻻﻙ ﻧﺎﺷﻒ ﻻ ﻗﻠﻤﻲ ﺍﻟﻔﻲ ﺍﻳﺪﻱ ﻋﺼﺎ ﻣﻮﺳﻰ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺨﺘﺮ ﺃﻧﻤﻮﺫﺟﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻧﻔﺼﺎﻝ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﻧﺒﻴﺎً ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺳﻰ؟

ﻷﻧﻪ ﻫﻮ ﻳﻘﺎﺭﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺑﻨﻲ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﺣﻴﻦ ﻛﺮﻣﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺫﻟﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ! ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﺑﺘﻼﺀ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﺳﺘﺪﺭﺍﺟﺎً … ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ! ..

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻓﻬﻲ ﻣﻮﺗﻪ ﻓﻲ ﺻﺤﺮﺍﺀ ﺑﻴﻮﺿﺔ ! ﻭﻗﺪ ﺗﻨﺒﺄ ﻗﺒﻞ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﺑﻤﻮﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻭﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﻟﺬﻟﻚ ﺃﺣﺪ، ﻭﺗﻨﺒﺄ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻤﻮﺕ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺮﻣﻞ ﺍﻟﺰﺍﺣﻒ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ..

ﺑﺎﻟﻤﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﺍﻟﻤﺘﺪﺍﻓﻊ .. ﻓﻮﻕ ﺩﺭﺑﻚ ﺗﺐ ﻣﺎ ﻣﺘﺮﺍﺟﻊ

ﺭﻏﻤﺎً ﻋﻦ ﻋﻨﺖ ﺍﻷﻳﺎﻡ .. ﻭﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺠﺎﻩ ﺍﻟﻔﺎﺟﻊ

ﻣﺎ ﺭﻣﻞ ﺍﻟﺪﺭﺏ ﺍﻟﻮﺳﻄﺎﻧﻲ .. ﻭﻛﺘﻴﻦ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻭﺻﺎﻧﻲ

ﻻ ﺗﺮﺟﻊ ﺳﺎﻛﺖ ﻳﺎ ﺷﺎﻓﻊ

ﻻ ﺗﺮﺟﻊ ﺷﺎﻓﻊ ﻳﺎ ﺳﺎﻛﺖ ‏( ﺃﻱ ﺃﺷﻔﻊ ﺑﻤﻮﺗﻚ ‏)

ﺧُﺖْ ﺑﺎﻟﻚ ﻭﻋﻴﻨﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ

ﻻ ﺗﺮﺟﻊ .. ﻻ .. ﻻ

ﻻ ﺗﺮﺟﻊ .. ﻻ .. ﻻ

ﻻ ﺗﺮﺟﻊ .. ﻻ .. ﻻ

ﻻ ﺗﺮﺟﻊ .. ﻻ .. ﻻ

ﻭﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﻓﻘﻂ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻔﺮﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ : ﺍﻟﻤﺘﺪﺍﻓﻊ .. ﺍﻟﻔﺎﺟﻊ .. ﺭﻣﻞ ﺍﻟﺪﺭﺏ ﺍﻟﻮﺳﻄﺎﻧﻲ .. ﺧﺖ ﺑﺎﻟﻚ ﻭﻋﻴﻨﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ … ﻣﺎ ﻣﺘﺮﺍﺟﻊ .. ﻻ ﺗﺮﺟﻊ

ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻧﻪ ﺭﺑﻂ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﻣﻮﺗﻪ ﺑﻨﺒﻮﺀﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻭﻫﻲ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺇﻟﻰ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻣﻴﻠﻪ ﺍﻟﻤﺮﺑﻊ ! ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺍﻵﻥ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﺍﻧﻔﺴﻬﻢ !

ﻳﺎ ﻧﻮﺭﺓ ﺷﻠﻴﻠﻚ ﻣﺎ ﻓﺎﺕ

ﺑﻲ ﻋﺪﻟﻮ ﺷﻠﻴﻠﻚ ﺟﺎﻳﻴﻜﻲ .. ﻣﺎ ﺟﺎﻳﻲ ﺃﻟﻢ ﺍﻟﺘﻤﺮﺍﺕ

ﻻ ﺃﺑﻜﻲ ﻭﺃﻗﺎﺑﻞ ﺑﺎﻟﻔﺎﺗﺤﺔ .. ﻓﻲ ﺯﻭﻻً ﻟﻴّﺎ ﻣﺮﺽ .. ﻣﺎﺕ

ﺟﺎﻳﻴﻚ ﺃﺗﺰﻭﺩ ﻣﻦ ﻏﻠﺒﻚ .. ﻭﺃﻛﻔﺮ ﺧﻄﺄ ﻏﻴﻤﺔً ﻣﺎ ﺟﺎﺕ

ﻧﺒﺤﺖ ﻟﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺭﺓ

ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻮﻡ ﺗﻤﺮﻕ ﻣﺪﺧﻮﺭﺓ

ﻳﺎ ﻧﻮﺭﺓ ﻧﺸﻴﻠﻚ ﻏﻨﻮﺍﺕ

ﻭﺁﻣﺎﻝ ﺑﻲ ﺑﺎﻛﺮ ﻣﻀﻔﻮﺭﺓ ..

ﻃﻼﺑﻚ ﻭﺃﻗﻼﻣﻨﺎ ﻫﻮﻳﺘﻚ .. ﻗﺪﺍﻣﻨﺎ ﻗﻀﻴﺘﻚ ﺳﺒﻮﺭﺓ

ﺭﺗّﺒﻨﺎ ﺍﻟﺨﺮﻃﺔ ﺍﻟﺒﺘﻮﺻﻞ .. ﺃﺩِّﻳﻨﺎ ﺍﻟﺨﺎﻃﺮ ﻳﺎ ﻧﻮﺭﺓ

ﻭﻫﻮ ﻫﻨﺎ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺑﻤﺮﺍﺭﺓ ﻋﻤﺎ ﺳﻴﻔﻌﻠﻪ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﻛﻤﺮﺣﻠﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﻫﻮ ﺧﻄﺄ ﺍﻟﻐﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺄﺗﻲ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ‏( ﻭﺍﻟﻐﻴﻤﺔ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ‏) ﻭﻫﻮ ﺍﻻﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺎﺩﺕ ﺑﻪ ﻭﺍﺭﺗﻀﺘﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻴﺎ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ! ﺟﺎﻳﻴﻚ ﺍﻛﻔﺮ ﺧﻄﺄ ﻏﻴﻤﺔ ﻣﺎ ﺟﺎﺕ ﻧﺒﺤﺖ ﻟﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺭﺓ ! ﻭﻣﻦ ﻣﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﻼﺣﻆ ﺍﻻﻧﺤﻴﺎﺯ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺍﻭ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻟﻔﺎﺿﺢ ﻟﻤﺎ ﺟﺮﻯ ﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ؟ ﺛﻢ ﻃﻤﺄﻥ ﻧﻮﺭﺓ ﻗﺎﺋﻼ ﻳﺎ ﻧﻮﺭﺓ ﺷﻠﻴﻠﻚ ﻣﺎ ﺭﺍﺡ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻮﻡ ﺗﻤﺮﻕ ﻣﺪﺧﻮﺭﺓ ﻳﺎﻧﻮﺭﺓ ﻧﺸﻴﻠﻚ ﻏﻨﻮﺍﺕ ﻭﺁﻣﺎﻝ ﺑﻲ ﺑﺎﻛﺮ ﻣﻀﻔﻮﺭﺓ … ﻃﻼﺑﻚ ﻭﺍﻗﻼﻣﻨﺎ ﻫﻮﻳﺘﻚ ﻗﺪﺍﻣﻨﺎ ﻗﻀﻴﺘﻚ ﺳﺒﻮﺭﺓ ﺭﺗﺒﻨﺎ ﺍﻟﺨﺮﻃﺔ ﺍﻟﺒﺘﻮﺻﻞ ﺍﺩﻳﻨﺎ ﺍﻟﺨﺎﻃﺮ ﻳﺎﻧﻮﺭﺓ ! ﻭﻟﻚ ﺍﻥ ﺗﺘﺄﻣﻞ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻔﺮﺩﺍﺕ .. ﻧﻌﻢ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻔﺮﺩﺍﺕ، ﻭﻗﺪ ﺃﻟﻤﺢ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺟﻠﻴﺎً ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻣﺠﺪﺩﺍ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﻏﺒﺎﺭ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺴﺎﺀ ..

ﺑﻠﺪ ﺻﻤﻲ ﻭﺷﻌﺐ ﻭﺍﺣﺪ

ﻋﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ

ﻭﻟﻜﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺣﻤﻴﺪ ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺿﺮﺑﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﺔ ﺃﻗﻮﻝ .. ﺇﻥ ﺳﺪ ﻣﺮﻭﻱ ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺒﺮ ﺧﺮﺍﻓﺔ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻧﻔﺼﺎﻝ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻟﻤﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺤﻠﻤﻮﻥ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﺠﺎﺫﺑﺔ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺒﺮ ﺧﺮﺍﻓﺔ .. ﻭﺳﺘﺒﺪﻱ ﻟﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺟﺎﻫﻼً ﻭﻳﺄﺗﻴﻚ ﺑﺎﻷﺧﺒﺎﺭ ﻣﻦ ﻟﻢ ﺗﺰﻭﺩ !

ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺳﺄﺗﺠﺎﻭﺯ ﻫﻤﻬﻤﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ … ﻓﺎﻟﻤﻮﻗﻒ ﻟﻴﺲ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺎً …

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻳﺎ ﺭﺣﻤﻦ ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ .. أﺭﺣﻢ ﻋﺒﺪﻙ ﺣﻤﻴﺪﺍً .. ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻛﺮﻡ ﻧﺰﻟﻪ ﻭﻭﺳﻊ ﻣﺪﺧﻠﻪ ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻗﺒﺮﻩ ﺭﻭﺿﺔ ﻣﻦ ﺭﻳﺎﺽ ﺍﻟﺠﻨﺔ .. ﺁﻣﻴﻦ

هذه المقالة كُتبت في التصنيف مقال عام. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.